الحمد لله رب العالمين،
خلق بقدرته الذكر والأنثى، وشرع الزواج لهدفٍ أسمى وغايةٍ عظمى، أحمده على نعمه
التي لا تعد ولا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء
الحسنى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أُسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد
الأقصى، ثم عُرِج به إلى السموات العلا، فرأى من آيات ربه الكبرى، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده وتمسكوا بالعروة الوثقى، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعلموا أن الله سبحانه وتعالى شرع الزواج لمصالح عظيمةٍ.
منها: أن يصون النظر
عن التطلع إلى ما لا يحل له، ويحصن الفرج ويحفظه، كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ
فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ» ([1]).
ومنها: أنه يبعث الطمأنينة في النفس، ويحصل به الاستقرار والأنس، قال تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد