×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 في بيان ما يُشرع في

ختام الشهر

الحمد لله الذي تتمُّ بنعمته الصَّالحات، جعل لكلِّ موجودٍ في هذه الدُّنيا زوالاً، ولكل مُقيم انتقالاً، ليعتبر بذلك أهل الإيمان، فيبادروا بالأعمال، ما داموا في زمن الإمهال، ولا يغترُّوا بطول الآمال، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله القائل: «بَادِرُوا بِالأَْعْمَالِ» ([1])، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ وآلٍ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا..

·        أمَّا بعد:

أيُّها النَّاس: اتقوا الله تعالى، وتفكَّروا في سرعة مرور اللَّيالي والأيام، واعلموا أنها تنقص بمرورها أعماركم، وتُطوى بها صحائف أعمالكم، فبادروا بالتَّوبةِ والأعمال الصالحة قبل انقضاء الفرصة السَّانحة.

عباد الله: كنتُم بالأمس القريب تستقبلون شهر رمضان المبارك، واليوم تودِّعونه مرتحلاً عنكم بما أودعتموه، شاهدًا عليكم بما عملتموه، فهنيئًا لمن كان شاهدًا له عند الله بالخير، شافعًا له بدخول الجنة والعتق من النَّار، وويلٌ لمن كان شاهدًا عليه بسوء صنيعه. شاكيًا إلى ربِّه من تفريطه فيه وتضييعه، فودِّعوا شهر الصِّيام والقيام بخير ختام، فإنَّ الأعمال بالخواتيم، فمن كان مُحسنًا في شهره فعليه بالإتمام، ومن كان مُسيئًا فعليه بالتَّوبة والعمل الصالح فيما بقي له من الأيَّام، فربما


الشرح

([1])  أخرجه: أبو يعلى رقم (5922)، والحاكم رقم (7256)، وابن خزيمة رقم (1888).