×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 الخطبة الثَّانية:

الحمدُ للهِ الذي منَّ علينا بإكمالِ شهرِ الصَّيام، ووفَّق من شاء فيه لاغتنامِ ما فيه من الخيرات العظام، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ، وهو ذو الفضلِ والإنعامِ، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولهُ، أفضَلُ من صلَّى وصامَ، وعَبَد ربهُ واسْتقَام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابهِ البررةِ الكِرامِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا..

·        أمَّا بعد:

أيُّها النَّاسُ: اتَّقوا الله تعالى في سائرِ اللَّيالي والأيَّام، فإنهُ رقيبٌ لا يغيبُ، قيومٌ لا ينامُ.

عبادَ الله: وممَّا شرعهُ اللهُ لكُم في ختام هذا الشَّهرِ المُباركِ أداءُ صلاةِ العيدِ شُكرًا للهِ تعالى على فريضةِ الصَّيام، كما شرَعَ الله صلاةُ عيد الأضحى شُكرًا لهُ على أَداءِ فريضةِ الحجِّ، فهُما عيدُ أهلِ الإسلامِ، فقد صحَّ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ لما قدِم المدينة وكان لأهلها يومان يلعبون فيهما، قال صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَبْدَلَكُمُ اللهُ خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَ الْفِطْرِ» ([1])، فلا تجوزُ الزيادةُ على هذين العيدين بإحداثِ أعيادٍ أُخرى كأعيادِ الموالِدِ، والأعيادِ الوطنيَّة والقوميَّة، لأنَّها أعيادٌ جاهليَّةٌ، سواءٌ سميت أعيادًا، أو ذكرياتِ، أو أيامًا، أو أسابيعَ، أو أعوامًا كاليومِ الوطنيِّ، وعامِ الطِّفل، وما أشبه ذلك.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (10783)، وابن خزيمة رقم (1884).