في الحسنة والسيئة
الحمد لله رب
العالمين، يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات، ويعلم ما تفعلون، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم ما كان وما يكون، وما تسرون وما تعلنون، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المأمون، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير
القرون، وسلم تسليمًا كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وأكثروا من الحسنات، فإنها طريق النجاة، وتوبوا من السيئات قبل الممات، فإنها طريق
الهلكات، يقول الله تعالى: {مَن
جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيۡرٞ مِّنۡهَا وَهُم مِّن فَزَعٖ يَوۡمَئِذٍ ءَامِنُونَ ٨٩وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ هَلۡ
تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ
٩٠} [النمل: 89- 90].
ففي هذه الآية
الكريمة حثٌّ على فعل الحسنات، وأن الله قد وعد فاعلها بوعدين كريمين:
الأول: أن يجزيه خيرًا،
وذلك بمضاعفتها إلى عشر حسناتٍ وإلى أضعافٍ كثيرة، كما قال تعالى: {مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ﴾ [الأنعام: 160].
والوعد الثاني: أن الله يؤمنه من
الفزع الأكبر يوم القيامة، كما قال تعالى: {لَا يَحۡزُنُهُمُ ٱلۡفَزَعُ ٱلۡأَكۡبَرُ﴾ [الأنبياء: 103].
وفي هذا أكبر حافزٍ
على فعل الحسنات والإكثار منها:
وفي الآية الكريمة التحذير من السيئات، وأن من جاء بالسيئة كُبَّ
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد