الحمد لله رب
العالمين، له الحمد في الآخرة والأولى. أغنى وأقنى، ووعد من أعطى واتقى وصدق
بالحسنى أن ييسره لليسرى، وتوعد من بخل واستغنى وكذب بالحسنى، أن ييسره للعسرى،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله صاحب المقام المحمود، والحوض المورود والشفاعة العظمى، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله واستمسكوا من الإسلام
بالعروة الوثقى، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أن ما تخرجونه من الزكاة وغيرها من الصدقات بينة خالصة ومن كسب حلال أنه يكون قرضًا حسنًا تقرضونه ربكم وتجدونه مدخرًا لكم ومضًاعفا أضعافًا كثيرة، فهو الرصيد الباقي، والتوفير النافع والاستثمار المفيد، مع ما يخلف الله لكم في الدنيا من نمو أموالكم وحلول البركة فيها، فلا تستكثروا مبالغ الزكاة التي تدفعونها، فإن بعض الناس الذين يملكون الملايين الكثيرة قد يستكثرون زكاتها، ولا ينظرون إلى فضل الله عليهم حيث ملكهم هذه الملايين، وأنه قادر على أن يسلبها منهم ويحولهم إلى فقراء معوزين في أسرع لحظة، أو يأخذهم على غرة فيتركوها لغيرهم، فيكون عليهم مسؤوليتها ولغيرهم منفعتها. ثم اعلموا أن الله سبحانه عين مصارف للزكاة لا يجوز ولا يجزئ دفعها في غيرها قال تعالى:
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد