الحمد لله رب
العالمين، أوجب على عباده حج البيت من استطاع إليه سبيلاً، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين صدقوا ما عاهدوا الله
عليه وما بدلوا تبديلاً، وسلم تسليمًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وحافظوا على دينكم من جميع جوانبه ولا تكونوا ممن يهتم بجانب منه، ويهمل الجوانب الأخرى، فإن بعض الناس يهتم بالحج والعمرة ويضيع بقية أركان الإسلام، فلا يهتم بإصلاح العقيدة التي هي أساس الدين، فتراه يدعو الموتى ويتقرب إليهم بأنواع العبادات، أو لا يهتم بالصلاة التي هي عمود الإسلام، وتركها كفر بالله وخروج من الدين، ولا يهتم بأداء الزكاة التي هي قرينة الصلاة، وثالثة أركان الإسلام، ولا يصوم رمضان، الذي جعل الله صومه فريضة على أهل الإيمان، وهذا لا يقبل منه حج ولا عمرة ما دام مضيعًا لأركان الإسلام أو بعضها، قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقٗا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد