الحمد لله رب
العالمين، جعل الخير والبركة في الكسب الحلال، وأمر بالاستعانة به على صالح الأعمال،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً وسلامًا يتكرران بتكرار الغدو
والآصال.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعلموا أن ضرر الربا وإثمه لا يقتصران على آخذه فقط، بل يستوي في ذلك الآخذ له
والمعطي له، والمعين على أخذه، فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا،
وموكله، وشاهده، وكاتبه، فاللعنة شملت الأربعة لتعاونهم على الإثم والعدوان، فالذي
يقترض بالفائدة ويدفعها ملعون، والذي يقرض بها ويأخذها ملعون، والكاتب الذي يكتب
عقود الربا ملعون، وكذلك الموظف الذي يشتغل بالبنوك والمؤسسات الربوية تشمله
اللعنة والإثم.
والجميع محاربون لله
ولرسوله.
فقد أعلن الله الحرب منه ومن رسوله على المرابين، ومن حاربه الله ورسوله فهو مهزوم- أرأيتم- ولله المثل الأعلى- لو أن دولة قوية تملك مختلف الأسلحة الفتاكة أعلنت الحرب على دولة ضعيفة لا تملك شيئًا من السلاح ماذا سيكون من الدولة الضعيفة المهددة من الخوف والقلق وعدم الاستقرار، فإذا كان هذا الخوف من المخلوق، فكيف الخوف من الخالق العظيم الذي لا يعجزه شيء، والذي له جنود السموات والأرض التي لا يعلمها إلا هو؟! فقد يسلط على المرابين أنواعًا من جنوده التي يرونها أو لا يرونها.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد