فقد يسلط العباد
بعضهم على بعض، ويلهمهم اختراع الأسلحة الفتاكة المدمرة التي تهدد البشرية بالفناء
والدمار، كما هو الواقع اليوم، حتى إن مخترعي تلك الأسلحة وممتلكيها يخافون منها
أكثر من غيرهم.
وقد يسلط الله
الأمراض الفتاكة التي لم يُعْثَرْ لها على علاج، فتأكل المجتمعات، كما هو الواقع
الآن من حدوث هذه الأمراض التي لم تكن في أسلافنا الذين مضوا.
وقد يسلط الله
الجراد والبعوض والحشرات، فتأكل المحاصيل، وتقلق راحة السكان، ولا يستطيعون
مدافعتها بأي وسيلة.
وقد يسلط الله
الجبابرة والأحزاب على الشعوب فتسلب أموالها وتقلق أمنها وتسومها سوء العذاب.
وقد يسلط الله على
الأموال ما يتلفها من الكوارث كالفيضانات والغرق والحرائق وكساد الأسعار وغير ذلك
من أنواع النقص.
وقد يعاقب الله
الناس بانحباس الأمطار، وغور الآبار، وقلة المياه أو انعدامها، فينشأ عن ذلك هلاك
الزروع والأشجار والمراعي، وغلاء الأسعار، وغير ذلك من الأضرار.
وجنود الله التي
يسلطها على من حاربه كثيرة ومتنوعة لا يعلمها إلا هو، قال تعالى: ﴿قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ
عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ
شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ
ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ﴾ [الأنعام: 65].
فاتقوا الله -عباد الله- واحذروا موجبات غضبه وعقابه،
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.
*****
الصفحة 2 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد