×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، شرع لنبيه سنن الهدى، وأمر بالتعاون على البر والتقوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم السر وأخفى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتدى، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن من أهم أحكام صلاة الجماعة أداؤها في المساجد التى أمر الله ببنائها لإقامة الصلاة فيها، وشهد بالإيمان لمن يتردد عليها، فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ [التوبة: 18].

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رجلاً قلبه معلق بالمساجد».

وقد هم النبي صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت المتخلفين عن الصلاة في المساجد ووصفهم بالنفاق.

وفى السنن: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْهُ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، فَلاَ صَلاَةَ لَهُ» ([1])، قال الإمام ابن القيم: ومن تأمل الأحاديث حق التأمل تبين له أن فعلها في المساجد فرض على الأعيان إلا لعارض يجوز معه ترك الجماعة.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (551)، والدارقطني رقم (6)، والحاكم رقم (896).