الحمد لله رب
العالمين: ﴿هُوَ
ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ﴾ [الأعراف: 189].
وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، له الملك كله يرث الأرض ومن عليها، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله إلى الناس كافةً، من أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى:
واعلموا أن من معوقات الزواج وأعظم العضل وأشد الظلم للنساء ما تفعله بعض القبائل
من تحجير المرأة على ابن عمها أو قريبها، ولا يزوجها إلا به، ولو كانت لا تريده،
وإذا تزوجت من غير ابن عمها بغير إذنه وتنازله عن حقه الذي يزعمه فإنه يهدد
بالانتقام، وهذه عادةٌ جاهليةٌ وظلمٌ عظيمٌ يجب منعه والقضاء عليه، وهذا التحجير
الباطل شبيهٌ بما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النساء، فقد كانوا إذا مات الميت
وله زوجةٌ ورثها قريبه كما يرث ماله، فإن شاء تزوجها وإن شاء زوجها من غيره، وأخذ
مهرها، وإن شاء استبقاها حتى تعطيه ما يطلب منها من مالٍ، فأنزل الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَرِثُواْ ٱلنِّسَآءَ كَرۡهٗاۖ﴾ [النساء: 19].
فأبطل الله العادة الجاهلية ورفع الظلم عن المرأة وأعطاها الحق في اختيار الزوج الذي يصلح لها، وجعلها أحق بنفسها، فهؤلاء الذين يحجرون على النساء اليوم يريدون أن يعيدوا سنة الجاهلية في الإسلام.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد