الحمد لله ذي الفضل
والإنعام، أوجب الصيام على أمة الإسلام، وجعله أحد أركان الدين العظام، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، أفضل من صلى وصام وأطاع أمر ربه واستقام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واشكروه على بلوغ شهر رمضان، واسألوه التوفيق والإعانة على اغتنام أوقاته بالطاعة،
وأن لا يجعلكم فيه من أهل التفريط والإضاعة، فإنه إنما يفرح بطول العمر لأجل إدراك
مواسم الخيرات، والإكثار من الطاعات.
وفي الحديث: «خَيركم
مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ» ([1])، ولا يفرح بطول
العمر من أجل العيش في الدنيا فقط، لأن العيش في الدنيا في غير الطاعة ينتهي
سريعًا ويعقب حسرة وندامة يوم القيامة.
وأما العيش في الدنيا في الطاعة فإنه يبقى أثره ويمتد خيره إلى ما لا نهاية، لأنه يتصل بعيش الآخرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشُ الآْخِرَةِ» ([2]) وقال تعالى: ﴿مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 97]، فحياة المؤمن ممتدة متواصلة بالخير
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد