في بيان صلاة أهل
الأعذار
الحمد لله رب العالمين، سَهَّلَ لعباده طريق العبادة ويسر، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تؤمن من قالها وعمل بها من هول يوم الفزع الأكبر،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه السادة الغرر، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وتمسكوا بدينكم في سائر أحوالكم، فإنه نجاتكم ورأس مالكم، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم
مُّسۡلِمُونَ﴾ [ال عمران: 102].
ومن رحمة الله أن
جعل هذا الدين سهلاً سمحًا لا آصار فيه ولا أغلال. يتمشى مع حال الإنسان
واستطاعته، فقد جاء باليسر والفرج والسماحة ورفع الحرج، ومن ذلك تشريعه في الصلاة
بالنسبة لمن عنده عذر من مرض أو سفر أو خوف.
فمن حصل له عذر من تلك الأعذار فإنه يصلي حسب استطاعته، ولا تسقط عنه الصلاة في حالة من الأحوال ما دام عقله باقيًا، فالمريض يلزمه أن يؤدي الصلاة قائمًا وإن احتاج إلى الاعتماد على عصا ونحوه فلا بأس بذلك، فإن لم يستطع الصلاة قائمًا بأن عجز عن القيام أو شق عليه، أو خيف من قيامه بسبب زيادة مرضه أو تأخر برئه، فإنه يصلي قاعدًا، وتكون هيئة قعوده حسب الأسهل عليه، ويومئ برأسه في الركوع بأن يحني رأسه ويقول: سبحان ربي العظيم، وأما السجود
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد