في جهاد النفس والشيطان
الحمد لله رب
العالمين، أمر بالجهاد وجعله فريضة على جميع العباد، بحسب الاستطاعة والاستعداد،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تنجي من قالها وعمل لها يوم يقوم
الأشهاد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من جميع العباد، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه البررة الأمجاد، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم المعاد...
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وأطيعوه، يقول الله تعالى: {وَجَٰهِدُواْ
فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦ} [الحج: 78].
وهذا أمرٌ لعموم
المسلمين بالجهاد، كلٌ عليه واجبٌ منه حسب استطاعته، فقد أمرهم أن يجاهدوا فيه حق
جهاده كما أمرهم أن يتقوه حق تقاته، والجهاد أربع مراتب:
أولها: جهاد النفس،
وثانيها: جهاد الشيطان. وثالثها: جهاد الكفار، ورابعها: جهاد
المنافقين، والأصل والأساس هو جهاد النفس.
فإن العبد ما لم يجاهد نفسه أولاً، فيبدأ بها ويلزمها بفعل ما أُمرت به وترك ما نُهيت عنه، لم يمكنه جهاد عدوه الخارجي، لأنه لا يمكن جهاد العدو الخارجي مع ترك العدو الداخلي، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ» ([1])، وَ«الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ» ([2]).
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد