ظاهرة التأخر في الحضور
لصلاة الجمعة والجماعة
الحمد لله رب
العالمين، أمر بالمسارعة إلى الخيرات، وحذر من إضاعة الأعمار والأوقات، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وما له من الأسماء والصفات،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حث على المبادرة إلى حضور الجُمَعِ والجماعات، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كان تنافسهم في الطاعات، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واستجيبوا لنداء ربكم حيث يقول: ﴿سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا
كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ
وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو
ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [الحديد: 21].
واعلموا أن الأوقات
تمضي، والأعمار تنقضي، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله
غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، والجنة لا تدرك بالتمني، ولا بشرف النسب، ولا بعمل
الآباء والأجداد، ولا بكثرة الأموال والأولاد، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ
عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ
فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ﴾ [سبأ: 37].
ومن بطأ به عمله لم
يسرع به نسبه.
فالجنة لمن آمن بالله وعمل صالحًا، ولو كان عبدًا حبشيًا، والنار لمن كفر بالله ولو كان شريفًا قرشيًا.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد