عباد الله: إننا نرى الكثير
منا يتكاسلون عن الأعمال الصالحة وينشطون في طلب الدنيا ويتوسعون في إعطاء نفوسهم
ما تشتهي.
ولنضرب لذلك مثلا في علاقة
كثير من الناس بالمساجد وحضور الجمعة والجماعة، فنرى الكثير يسكنون بجوار المساجد
ولا يدخلونها، ولا يعرفون فيها، يجاورون المساجد ببيوتهم، ويبعدون عنها بقلوبهم،
وذلك دليل على ضعف الإيمان في قلوبهم أو انعدامه، لأن عمارة المساجد بالصلاة
والعبادة، والتردد إليها من أجل ذلك علامة الإيمان، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ
مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ
ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ
أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [التوبة: 18].
وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ
بِالإِْيمَانِ» ([1]).
وتلا هذه الآية. ترى هؤلاء
يملؤون الأسواق، ويأكلون الأرزاق ولا يتجهون إلى المساجد، ولا يشاركون المسلمين في
إقامة شعائر الدين، ﴿ٱسۡتَحۡوَذَ
عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ
ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المجادلة: 19].
حرموا أنفسهم أجر المشي إلى
المساجد وما فيه من الحسنات وتكفير السيئات، وبقيت أوزارهم على ظهورهم.
والبعض الآخر من الناس- وهم كثير- يأتون إلى المساجد في فتور وكسل، ويمضون فيها قليلاً من الوقت على مضض وملل، فالكثير منهم إذا سمع الإقامة جاء مسرعًا ثائر النفس، ودخل في الصلاة وهو مشوش الفكر، لم يراع أدب الدخول إلى المسجد، ولم يعمل بسنة
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (802)، والبيهقي في « الشعب » رقم (2680).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد