الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «إِذَا
سَمِعْتُمُ الإِْقَامَةَ فَامْشُوا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ
فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» ([1])، وفاته أجر التقدم
إلى المسجد، وانتظار الصلاة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يجلس
ينتظر الصلاة في المسجد كالمرابط في سبيل الله، وأنه يكتب له أجر المصلي ما دام
ينتظر الصلاة، وأن الملائكة تستغفر له ما دام كذلك، لكن اليوم يؤذن المؤذنون ويمضي
وقت طويل والمسجد خال ليس فيه أحد إلى أن تقام الصلاة، فيأتون متكاسلين.
عباد الله: إن التأخر في
الحضور إلى الصلاة كما أنه يفوت أجورًا كثيرةً فهو أيضًا يفتح باب التهاون
بالصلاة، ويجر في النهاية إلى ترك صلاة الجماعة فقد روى مسلم في «صحيحه» عن أبي
سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأي في أصحابه تأخرًا، فقال لهم: «تَقَدَّمُوا
فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلاَ يَزَالُ قَوْمٌ
يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ» ([2]).
فدل هذا على خطورة
التأخر عن الحضور إلى الصلاة، وأن المتأخر يعاقب بأن الله يؤخره عن رحمته وعظيم
فضله، ويكفي في التنفير عن التأخر أن فيه تشبهًا بالمنافقين الذين قال الله فيهم: ﴿وَلَا يَأۡتُونَ
ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ﴾ [التوبة: 54]، وقال فيهم: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى
ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ﴾ [النساء: 142].
أعتقد أن هؤلاء لو كان يفوتهم بتأخرهم طمع من مطامع الدنيا لجاءوا مع أول الناس، ولجلسوا في الانتظار الساعات الطويلة دون ملل، وما ذاك إلا لأن الدنيا أحب إليهم من الآخرة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (635)، ومسلم رقم (603).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد