لقد أصبحت المساجد
اليوم مهجورة مغلقة غالب الوقت، لا تفتح إلا بضع دقائق وبقدر أداء الصلاة على عجل.
لقد أصبحت المساجد
تشكو من قلة المرتادين لها والجالسين فيها لذكر الله، لقد فقدت الرجال الذين
يسبحون الله فيها بالغدو والآصال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة، يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، فقدت العاكفين
والركع السجود الذين يعمرونها آناء الليل وآناء النهار، قد كانت المساجد فيما مضى
بيوتًا للعبادة ومدارس للعلم وملتقى المسلمين ومنطلقهم، فيها يتعارفون ويتآلفون،
ومنها يستمدون الزاد الآخروي، ونور الإيمان وقوة اليقين، بها تعلقت قلوبهم وإليها
تهوي أفئدتهم، هي أحب إليهم من بيوتهم وأموالهم، فلا يملون الجلوس فيها، وإن طالت
مدته، ولا يسأمون التردد عليها وإن بعدت مسافته يحتسبون خطاهم إليها ويستثمرون
وقتهم فيها، فيتسابقون في التبكير إليها.
أيها المسلمون: هذه حالة السلف في
المساجد، واليوم كما تعلمون كثر التأخر عن المساجد وقل الجلوس فيها، ففات بذلكم
الخير الكثير على الأمة، وضعفت منزلة المساجد في قلوب كثير من الناس وقل تأثيرها
فيهم، فظهر الجفاء وتناكرت القلوب، وتفككت الروابط حتى صار الجار لا يعرف جاره،
ولا يدري عن حاله.
فاتقوا الله -عباد الله- وأعيدوا للمساجد مكانتها في قلوبكم، وبكروا في الذهاب إليها، وأكثروا من الجلوس فيها، واسمعوا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحث على المشي إلى المساجد والجلوس فيها لعلكم تذكرون.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد