الحمد لله رب
العالمين، أحل البيع وحرم الربا، لما فيه من الأضرار البالغة والأخطار المدمرة،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه «الذين امتثلوا أمره واجتنبوا ما نهاهم عنه وقدموا محبته
على كل شيء» ([1]) وسلم تسليمًا
كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ
أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾ [الأنفال: 28].
فاحذروا فتنة المال،
فإنها خطيرة، ونحن نخص في هذه الخطبة التحدث عن موضوع من أخطر المواضيع المالية،
ألا وهو موضوع الربا الذي أجمعت الشرائع على تحريمه، وتوعد الله المتعامل به بأشد
الوعيد، قال تعالى:﴿ٱلَّذِينَ
يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ﴾ [البقرة: 275].
فأخبر سبحانه أن الذين يتعاملون بالربا ﴿لَا يَقُومُونَ﴾ [البقرة: 275] أي: من قبورهم عند البعث ﴿إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ﴾ [البقرة: 275] أي: إلا كما يقوم المصروع بالجنون في حال صرعه، وذلك لتضخم بطونهم بسبب أكلهم الربا في الدنيا.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد