×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 توحيد العبادة من خلال

مناسك الحج

الحمد لله رب العالمين، خلق الخلق لعبادته وأمرهم بتوحيده وطاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله إلى جميع بريته، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على نهجه وتمسكوا بسنته، وسلم تسليمًا كثيرًا..

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أنه خلقكم لعبادته، قال تعالى: {وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56].

وبذلك أمر الله جميع الخلق، فقال تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ٢١ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٢} [البقرة: 21- 22].

والعبادة لا تكون عبادةً إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تكون صلاةً إلا مع الطهارة، فكما أن المتطهر إذا أحدث بطلت طهارته، فكذلك العابد إذا أشرك بطلت عبادته، كما قال تعالى لأشرف الخلق: {وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الزمر: 65].

فالشرك لا يصح معه عمل ولا تقبل معه عبادة، ولهذا كثيرًا ما يأتي الأمر بالعبادة مقرونًا بالنهي عن الشرك، كما في قوله تعالى:


الشرح