{وَٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36] وكل نبي يقول لقومه: {ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥ} [الأعراف: 59].
عباد الله: إن الله شرع لنا حج
بيته العتيق، فلنتدبر ما في هذا الحج من مظاهر التوحيد والابتعاد عن الشرك، حتى
يكون ذلك درسًا عمليًا نترسمه في كل عباداتنا.
ونحن إذا تدبرنا
تأسيس هذا البيت وجدناه قد أسس على التوحيد، كما قال تعالى: ﴿وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ
إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ
وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ} [البقرة: 125].
فأمرهما الله بتطهير
البيت من سائر النجاسات، وأعظمه الشرك، كما قال تعالى: {إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ
ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ﴾ [التوبة: 28]، وقال تعالى: {وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَٰهِيمَ مَكَانَ ٱلۡبَيۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ
بِي شَيۡٔٗا وَطَهِّرۡ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ
ٱلسُّجُودِ﴾ [الحج: 26].
إذا فهذا البيت أسس
على التوحيد، ويجب أن يبقى على التوحيد إلى أن تقوم الساعة، لا يجوز أن يسمح لمشرك
بالوصول إليه ولا بمزاولته شركه حوله، ولهذا لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة
المشرفة دخل المسجد الحرام وفوق الكعبة وحولها ثلاث مئة وستون صنمًا، فجعل يطعنها
بالقضيب، ويقول: ﴿جَآءَ
ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا﴾ [الإسراء: 81].
فجعلت الأصنام تتهاوى على وجوهها، ثم أمر بها صلى الله عليه وسلم فأخرجت من المسجد وأحرقت، ثم دخل صلى الله عليه وسلم الكعبة وأزال ما رسم على جدرانها من الصور، وكل ذلك عملاً بقول الله تعالى: ﴿وَطَهِّرۡ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [الحج: 26].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد