لأن هذا البيت قبلة
المسلمين، وإليه حجهم وعمرتهم، وهو ملتقى قلوبهم وأبدانهم، يأتون إليه من كل فج
عميق، فيجب أن يكون مصدر التوحيد ومنبع العقيدة الصحيحة على مر الزمان وتعاقب
الأجيال، ويجب أن يبعد عنه كل من أراد أن يبذر في أرضه بذور الشرك، أو يمارس حوله
إقامة البدع والخرافات، حتى يظل مصدرًا صافيًا للإخلاص لله بالتوحيد، وإفراده
بالعبادة، وإحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى ذلك.
وقد أمر الله بأداء
الحج والعمرة خالصين له، فقال سبحانه:﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾ [البقرة: 196].
مما يدل على أن كل
حج وعمرة لا يتوفر فيهما توحيد العبادة، فليسا بمقبولين عند الله سبحانه وتعالى.
عباد الله: ومن
مظاهر توحيد العبادات في الحج: رفع الأصوات بعد الإحرام بالتلبية لله ونفي الشريك عنه
وإعلان انفراده بالحمد والنعمة والملك: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شرِيك لك لبيك،
إن الْحمد والنعمة لك والْملك، لا شريك لك، يرددها الحجاج بين كل فترة وأخرى حتى
يشرعوا في التحلل من الإحرام.
ومن مظاهر توحيد العبادة في الحج أن أعظم الذكر الذي يقال في يوم عرفة: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير» كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير» ([1]).
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3585)، ومالك رقم (945).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد