الخطبة الثانية:
الحمد لله رب
العالمين، يَمُنَّ على عباده بالأرزاق، ويأمرهم أن ينفقوا مما أعطاهم ليجدوه يوم
التلاق، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الخلاق، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
وأفضل خلقه على الإطلاق، بعثه ليتمم مكارم الأخلاق، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه البررة السُبَّاق، وسلم تسليمًا كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واسمعوا ما جاء في المتصدقين من زروعهم وأشجارهم من الوعد بالخير والبركة، وما جاء
في الذين لا يتصدقون منها من الوعيد.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَْرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلاَنٌ -لِلاِسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ- فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ لاِسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ» ([1]). رواه مسلم.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد