وذكر الحافظ ابن
كثير في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّا
بَلَوۡنَٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ
لَيَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِينَ ١٧ وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ ١٨ فَطَافَ
عَلَيۡهَا طَآئِفٞ مِّن رَّبِّكَ وَهُمۡ نَآئِمُونَ ١٩ فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِيمِ ٢٠} [القلم: 17- 20].
إنه كان رجل له
حديقة يسير فيها بسيرة حسنة، فكان ما يستغل منها يرد فيها ما تحتاج إليه ويدخر
لعياله قوت سنتهم، ويتصدق بالفاضل، فلما مات وورثه بنوه قالوا لقد كان أبونا أحمق
إذ كان يصرف من هذه شيئًا للفقراء، ولو أنا منعناهم لتوفر ذلك علينا، فلما عزموا
على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم، فأذهب الله ما بأيديهم بالكلية رأس المال والربح
والصدقة، فلم يبق لهم شيء وكانوا قد عزموا على صرام البستان أول الصباح قبل انتباه
الناس وحضور المساكين، فأحرقه الله بالليل عقوبة لهم على نيتهم السيئة، فلما
أصبحوا جاؤوا لتنفيذ ما عزموا عليه فوجدوها سوداء محترقة، فظنوا أنها غيرها، فلما
تحققوا أنها هي أدركوا أن الله عاقبهم وحرمهم إياها، فأخذوا بالتأسف والتلاوم.
وهذه عبرة لكل من
منع حق الله في ماله أن يعاقبه الله بإتلافه كله حتى يصبح فقيرًا مفلسًا.
فاتقوا الله عباد الله واشكروا نعمة الله بأداء حقها، وتمسكوا بكتاب
ربكم وسنة نبيكم، فإن خير الحديث كتاب الله
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم... إلخ.
*****
الصفحة 2 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد