العشر الأواخر
الحمد لله رب
العالمين أمر بالمسارعة إلى الخيرات، واغتنام الأوقات قبل الفوات، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيَّته وما له من الأسماء والصفات، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله، أوَّلُ سابقٍ إلى الخيرات صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
ذوي المناقب والكرامات، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أمَّا بعد:
أيها الناس: اتَّقوا الله تعالى،
واعتبروا بسرعة مرور الليالي والأيام، واعلموا أنها تُحسب من آجالكم، وأنها خزائن
لأعمالكم، فأودعوا فيها من الأعمال ما يسرُّكم عند الحساب، يوم يقال للمحسنين: ﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيَٓٔۢا
بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ﴾ [الحاقة: 24].
لا تودعوا فيها ما
يسوؤكم، ويحزنكم يوم يقول المفرِّط والمضيِّع: ﴿يَٰلَيۡتَنِي
قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر: 24].
واعلموا -عباد الله- أنكم الآن تعيشون في أفضل الأيَّام من شهر رمضان، فقد استوفيتم العشرين الأُول منه، وها أنتم في العشر الأواخر، فمن كان مُحسنًا من أوَّل الشهر فليستمر على إحسانه وليضاعف من اجتهاده في هذه العشر المباركة ليزداد خيرًا على خيرٍ، وليغنم فضيلة هذه الأيَّام التي تمتاز على الأيام السابقة، ومن كان مفرطًا فيما مضى من الشهر فليستدرك بقيته، وليتُب إلى الله من تفريطه وغفلته لعلَّ الله يغفر له ما سلف ويوفِّقه فيما بقي، لأن الأعمال بالخواتيم.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد