ففي هذه الآية
الكريمة جملة تهديدات عن تعاطي هذا النوع من الربا:
أولاً: أنه سبحانه نادى
عباده باسم الإيمان ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [البقرة: 278]، وقال: ﴿إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} [البقرة: 278].، فدل
على أن تعاطي هذا النوع لا يليق بالمؤمن.
ثانيًا: قال تعالى:﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾ [البقرة: 278]، فدل على أن الذي يتعاطى هذا
النوع من الربا لا يتقي الله ولا يخافه. ۖ
ثالثًا: قال تعالى:﴿وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ
ٱلرِّبَوٰٓاْ﴾ [البقرة: 278]. أي: اتركوا، وهذا أمر بترك
الربا، والأمر يفيد الوجوب فدل على أن من يتعاطى الربا قد عصى أمر الله.
رابعًا: أنه سبحانه أعلن
الحرب على من لا يترك التعامل بالربا، فقال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ﴾[البقرة: 279] أي: إن لم
تتركوا الربا ﴿فَأۡذَنُواْ
بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾ [البقرة: 279] أي: اعلموا
أنكم تحاربون الله ورسوله، ومن حارب الله ورسوله فهو مهزوم ولا بد ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ
لِيُعۡجِزَهُۥ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ
عَلِيمٗا قَدِيرٗا﴾ [فاطر: 44].
خامسًا: تسمية المرابي
ظالمًا، وذلك في قوله تعالى:﴿فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 279] كل
هذه التهديدات الربانية صدرت على تعاطي المعاملات الربوية.
ومن المعاملات الربوية القرض بالفائدة؛ بأن يقرضه شيئًا بشرط أن يوفيه أكثر منه، أو يدفع إليه مبلغًا من المال على أن يوفيه أكثر منه بنسبة معينة، كما هو العمل في البنوك، وهو ربًا صريح.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد