ومن العجيب أن
كثيرًا من الناس يحرصون على فعل العبادات التي لم تثبت عن النبي صلى الله عليه
وسلم أكثر مما يحرصون على فعل العبادات الثابتة، فيحرصون مثلاً على فعل صلواتٍ
مبتدعة مثل صلاة التسبيح، وصلاة الرغائب في رجب، وعلى تخصيص ليلة النصف من شعبان
بصلاة، وتخصيص يوم النصف من شعبان بصيام. كل هذه الأمور لم يثبت فيها شيءٌ عن
الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي مبتدعة.
وفيما شرعه الله وصح
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوافل الصلوات ما فيه غُنية للمسلم في دينه،
وفي الأجر العظيم والثواب الجزيل عند ربه وأما البدع فإنها تتعب الإنسان وتؤثمه
وتبعده عن الله عز وجل.
فاحذروا -يا عباد
الله- هذه البدع وأهلها، ولا تقدموا على شيء من العبادات إلا بعد التأكد من
مشروعيته، وذلك بالرجوع إلى الكتاب والسنة وسؤال المحققين من أهل العلم، لا سؤال
الجهال، أو علماء الضلال، أو الرجوع إلى الكتب المشبوهة، فإن بعض الكتب هي مصدر
هذه الضلالات، ومخزن هذه الجهالات، ومن وراء هذه الكتب أناسٌ يستلون ما فيها من
السموم القاتلة والمواد المتعفنة ويطبعونها في نشراتٍ صغيرةٍ على شكل نصائح وأدعية
وأوراد، ويحثون الناس على استنساخها أو تصويرها وتوزيعها، ويعدون من فعل ذلك
بالثواب الجزيل، ويتوعدون من لم ينشرها أو يكتبها بالعذاب الوبيل، فما إن يسمع
الجهال ذلك حتى يبادروا بنشرها وتوزيعها، رغبةً أو رهبةً، وبهذه الطريقة الشيطانية
يغير الدين الصحيح وتفسد عقائد الناس.
وهناك ما هو أخطر من الكتب، وهو الأشرطة الصوتية التي تسجل فيها هذه الأباطيل وتباع أو توزع مجانًا، وهذه الأشرطة أخطر من
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد