الكتب، لأن شر الكتب مقصورٌ على من يحسن
القراءة، أما هذه الأشرطة فيسمعها كل أحدٍ من الكبار والصغار والرجال والنساء
والمتعلمين والعوام، وهناك أشرطةٌ وأفلامٌ تحمل أسماء خداعة، مثل: شريط هادم اللذات،
وعلم اليقين، سموها بذلك خداعًا، وفيهما خليطٌ من الكلام والقصص والوعظ وذكر
أحوالٍ يزعمون أنهم شاهدوها لبعض الموتى، وعلى فرض صحتها فإنه لا يجوز لهم أن
يشيعوها، بل يجب عليهم أن يستروا على أموات المسلمين ما يرونه من أحوالهم
ويستغفروا لهم، وإن كان هؤلاء الأموات كفارًا لم يجز لهم أن يتولوا تجهيز جنائزهم،
ونحن يسعنا ما وسع سلفنا الصالح، فإنهم كانوا يعظون الناس بمواعظ الكتاب العزيز
والسنة الصحيحة، ولم يكونوا يعظونهم بالحكايات المشبوهة والأناشيد الصوفية التي
يسمونها أناشيد إسلامية حتى غروا بها كثيرًا من الشباب والشابات بحجة أنها تؤثر
على الناس، فقد أغنانا الله عنها بالكتاب والسنة، ومن لم يسعه الكتاب والسنة فلا
وسع الله عليه.
فاتقوا الله -عباد
الله- واحذروا هذه الدسائس وحذروا منها، واتقوا الله يا أصحاب محلات التسجيل، لا
تسجلوا مثل هذه الأشرطة فتشتركوا مع أصحابها في الإثم، وتحصلوا من ورائها على
الكسب الحرام.
نحن لا نقول: إن كل من يعملون هذه الأشرطة ويروون هذه الحكايات والقصص، لا نقول: كلهم يقصدون السوء والإفساد، بل على العكس فيهم رجالٌ صالحون ويقصدون الخير، ولكن صلاح الشخص وحسن نيته وقصده لا يكفيان لتقبل كل ما يفعله وكل ما يقوله،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد