×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 لا سيما ما يتعلق بأمور الدين والعقيدة، فقد كان العلماء يتركون رواية الحديث عن أناسٍ هم أصحاب صلاحٍ ودينٍ ونيةٍ صالحةٍ، لكن لما لم تتوفر فيهم الشروط المطلوبة للرواية تركوا ما يروونه حفاظًا على الدين والسنة والعقيدة، وكان السلف والمحققون من العلماء يحذرون من القُصَّاص الذين يزاولون الوعظ عن طريق القصص والحكايات ويتركون طريقة الكتاب والسنة في الوعظ والتذكير، ولهم في ذلك أخبارٌ طويلةٌ وكتبٌ مؤلفةٌ في التحذير منها، ولنا فيهم أسوةٌ حسنةٌ، فهم كانوا أعلم منا بما يصلح الأمة، وقد قال الإمام مالك رحمه الله: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.

نعم هناك أشرطةٌ تحوي موادًا طيبةً وعلومًا نافعةً كأشرطة تسجيلات القرآن الكريم وتفسيره، وأشرطة الخطب المفيدة والمحاضرات القيمة والدروس العلمية، فهذه يجب تداولها ونشرها بين المسلمين؛ لأنها من أهم وسائل نشر الدعوة والعلم النافع، وإنما الذي نحذر منه هو الأشرطة والأفلام الهابطة والمشبوهة والأشرطة التي تحوي أفكار بعض القُصَّاص الجهال، وكذا الأشرطة الخبيثة التي تحمل الغناء الماجن، وأصوات المطربين السخفاء، وأصوات المعازف والمزامير، وأفلام العري الرذيلة، لأن هذه الأشرطة والأفلام تفتك بأفكار الأمة وعقائدها وأخلاقها أشد من فتك المخدرات والمسكرات في العقول.

فاتقوا الله عباد الله- واحذروا فتنتها وامنعوا من دخولها في بيوتكم ووجودها في سياراتكم ومحلاتكم تخلصًا من شرها وضررها.

وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به ومعرفة الباطل واجتنابه.


الشرح