لا يدرك غروبه،
وممسٍ في ليلٍ لا يدرك صباحه، وكم من يتمنى عند الموت أن يترك قليلاً ليصلح ما
أفسد، ويستدرك ما ضيَّع فيقال له: هيهات، إن ما تتمنى قد فات، وقد حذرناك قبل ذلك
وأنذرناك؛ بأن لا رجوع هناك، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ
وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ
أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ
قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ
١٠ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ
خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١١﴾ [المنافقون: 9- 11].
عباد الله: إن كل إنسانٍ ينتهي عمله عند حلول أجله، وهناك أعمالٌ خيريةٌ يستمر نفعها وأجرها لصاحبها بعد وفاته، وهي أعمالٌ عملها في حياته واستمر نفعها بعد مماته، فما دام نفعها مستمرًا فإن أجرها يجري لصاحبها مهما طالت مدتها، وهي كل مشروعٍ خيريٌّ ينتفع به الناس والبهائم: كالأوقاف الخيرية، والأشجار النافعة والمثمرة، وسقايات المياه، وبناء المساجد، والمدارس، والذرية الصالحة، وتعليم العلم النافع، وإخراج الكتب المفيدة، ففي «الصحيح» عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1]) فهذا الحديث يدل على انقطاع عمل الإنسان بموته، وأنَّ محل العمل هو مدة حياته في العمل الصالح وأن يحذر من الغفلة والإضاعة، وأن يبادر بفعل الطاعات قبل الموت، ولا يؤخر ذلك إلى وقتٍ لا يدركه، والنصوص التي وردت بالحث على استباق الخيرات
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد