×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 يصرفه كيف يشاء، كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا ٤٨ لِّنُحۡـِۧيَ بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗا وَنُسۡقِيَهُۥ مِمَّا خَلَقۡنَآ أَنۡعَٰمٗا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرٗا ٤٩ وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ بَيۡنَهُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا ٥٠ [الفرقان: 48- 50].

وهذا الذي حصل في هذه الأيام في بعض البلاد أكبر دليلٍ على ذلك، وهذا مما يوجب علينا الاعتبار والاتعاظ والتوبة إلى الله مما نحن فيه؛ لئلا يحل بنا مثل ما حلَّ بهم فإن المعاصي، توجب زوال النعم ونزول النقم وخراب الديار، فقد كانت بعض البلاد المجاورة زهرة الحياة كما تعلمون، فيها من رغد العيش وجمال المنظر ووفرة المال ما جعلها أحسن بلاد العالم، وصار الناس يتوافدون إليها للنزهة والمصيف، ثم أنزل الله بها عقوبته وأزال ما فيها من متع الحياة، وسلَّط أهلها على أنفسهم، فصاروا يتقاتلون من غير سببٍ، وانقسموا شيعًا وأحزابًا، وهلك منهم الكثير وشرد الكثير أليس في هذا لنا عبرةٌ وموعظةٌ، أما نخشى أن يصيبنا مثل ما أصابهم؟!.

ونحن -كما لا يخفى على الجميع- تساهلنا في ديننا، وأهملنا جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى في بيوتنا، تكاسلنا عن أداء الصلاة، تعامل الكثير منا بالربا والرشوة والغش، كثر التزوير والفجور في الخصومات، تبرج كثيرٌ من النساء بالزينة وخرجن إلى الأسواق كاسياتٍ عارياتٍ، استقدم الكثير منا رجالاً ونساءً أجانب، وأدخلوهم بيوتهم، وخلطوهم مع عوائلهم ومحارمهم باسم سائقين وخديمين وخديماتٍ، ارتفعت أصوات المزامير والأغاني في كثيرٍ من البيوت والمحلات، وعرضت فيها أفلام الفيديو الخليعة والمسلسلات الهابطة.


الشرح