×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

خوفًا من الله كتبه الله له حسنةً كاملةً، وما همَّ به وعمله كتبه الله سيئةً واحدةً.

قال الإمام ابن كثيرٍ رحمه الله: اعلم أن «ترك» ([1]) السيئة على ثلاثة أقسامٍ:

تارةً يتركها لله، فهذا تكتب له حسنةٌ على كفه عنها لله تعالى، وهذا عملٌ ونيةٌ كما جاء في بعض ألفاظ الصحيح: «إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرائِي» ([2]) أي: من أجلي.

وتارة يتركها نسيانًا وذهولاً عنها، فهذا لا له ولا عليه، لأنه لم ينو خيرًا، ولا فعل شرًا ([3])

وتارةٌ يتركها عجزًا وكسلاً عنها، بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها، فهذا بمنزلة فاعلها، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» قيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِه» ([4]).

فاتقوا الله عباد الله، وأحسنوا نياتكم وأعمالكم يضاعف الله لكم أجوركم ويكفر عنكم سيئاتكم، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.. إلخ.

*****


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([2])  أخرجه: البيهقي في « الشعب » رقم (329).

([3])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([4])  أخرجه: البخاري رقم (31)، ومسلم رقم (2888).