خوفًا من الله كتبه
الله له حسنةً كاملةً، وما همَّ به وعمله كتبه الله سيئةً واحدةً.
قال الإمام ابن
كثيرٍ رحمه الله: اعلم أن «ترك» ([1]) السيئة على ثلاثة
أقسامٍ:
تارةً يتركها لله،
فهذا تكتب له حسنةٌ على كفه عنها لله تعالى، وهذا عملٌ ونيةٌ كما جاء في بعض ألفاظ
الصحيح: «إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرائِي» ([2]) أي: من أجلي.
وتارة يتركها نسيانًا
وذهولاً عنها، فهذا لا له ولا عليه، لأنه لم ينو خيرًا، ولا فعل شرًا ([3])
وتارةٌ يتركها عجزًا
وكسلاً عنها، بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها، فهذا بمنزلة فاعلها، كما
جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا الْتَقَى
الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»
قيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ
كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِه» ([4]).
فاتقوا الله عباد
الله، وأحسنوا نياتكم وأعمالكم يضاعف الله لكم أجوركم ويكفر عنكم سيئاتكم، واعلموا
أن خير الحديث كتاب الله.. إلخ.
*****
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
الصفحة 2 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد