قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍۚ إِلَّا تَفۡعَلُوهُ تَكُن فِتۡنَةٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ
وَفَسَادٞ كَبِيرٞ﴾ [الأنفال: 73].
وقد نفى الله
الإيمان عمن تولى الكافر ولو كان أقرب إليه، فقال تعالى: ﴿لَّا
تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ
حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ
أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ﴾ [المجادلة: 22].
عباد الله: إنه يجب على كل
مسلمٍ يدين بدين الإسلام ويعتقد عقيدة التوحيد أن يوالي أهل هذا الدين أصحاب هذه
العقيدة، ويعادي أعداءها، فيُحِبَّ أهل الإخلاص والتوحيد ويواليهم، ويُبغض أهل
الشرك والنفاق ويعاديهم.
وهذه ملة إبراهيم
التي أُمرنا باتباعها، قال تعالى: ﴿قَدۡ
كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ
قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ
ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ
أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ﴾ [الممتحنة: 4].
ومحبة الكفار وإن
كانت عملاً قلبيًا خفيًا إلا أنها يعبر عنها اللسان وعامة الجوارح، ولها علاماتٌ
ومظاهر تعرف بها، فمن مظاهر موالاة الكفار: التشبه بهم فيما هو من خصائصهم من
العادات والسَّمْتِ والأخلاق، كحلق اللحى وإطالة الشوارب، واستعمال لغتهم في
التخاطب والكتابة من غير حاجةٍ، والتشبه بهم في الزي واللباس، وفي كيفية الأكل
والشرب، فإن التشبه يدل على محبة المتشبه به، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1]) لأن التشبه بهم في
الظاهر يدل
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، والبيهقي في «الشعب» رقم (1199).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد