على محبتهم في
الباطن، وقال تعالى: ﴿وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [المائدة: 51].
ومن مظاهر موالاة
الكفار: الإقامة في بلادهم، والتجنس بجنسيتهم، وترك الهجرة من بلادهم إلى بلاد
المسلمين مع القدرة عليها، فقد حرم الله الإقامة في بلاد الكفار مع القدرة على
الهجرة منها إلى بلاد المسلمين وتوعد عليها بأشد الوعيد، قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ
تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمۡۖ
قَالُواْ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوٓاْ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ
وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۚ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَآءَتۡ
مَصِيرًا ٩٧ إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ
لَا يَسۡتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهۡتَدُونَ سَبِيلٗا ٩٨ فَأُوْلَٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ
أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا غَفُورٗا ٩٩﴾ [النساء: 97- 99].
فلم يعذر الله في
الإقامة في بلاد الكفار إلا المستضعفين الذين لا يستطيعون الهجرة، وكذلك يعذر من
كان في إقامته مصلحةٌ دينيةٌ كالدعوة إلى الله تعالى ونشر الإسلام في بلادهم.
ومن مظاهر موالاة الكفار: السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس، لأن السفر إلى بلاد الكفار محرمٌ إلا عند الضرورة، كالسفر لأجل العلاج، أو لأجل التجارة، أو لأجل تعلم التخصصات التي يحتاج المسلمون إليها، فيجوز السفر إلى بلاد الكفار لتحقيق هذه الأغراض بقدر الحاجة، وبشرط أن يكون المسلم مظهرًا لدينه معتزًا بإسلامه مبتعدًا عن مواطن الشر، حذرا من دسائس الأعداء ومكائدهم، وكذلك يجوز السفر إلى بلاد الكفار إذا كان لأجل الدعوة إلى الله ونشر الإسلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد