وإنما أمر بترك
اليهود والنصارى على دينهم إذا بذلوا الجزية وخضعوا لدين الإسلام وهم صاغرون؛ وذلك
لأنهم أهل دينٍ سماوي منسوخٍ فأُعطُوا الفرصة من أجل أن ينتقلوا منه إلى دين
الإسلام بعد تأمله، بخلاف الوثنيين والدهرية فهؤلاء لا يجوز تركهم على كفرهم،
فالواجب على المسلم ألا يتكلم في هذه المسائل الخطيرة، إلا عن علمٍ وبصيرةٍ.
عباد الله: إن دين الإسلام دين
العزة فهو يعلو ولا يُعلَى عليه، فما بال بعض المسلمين يذلون أنفسهم للكفرة، والله
تعالى يقول: ﴿وَلَا
تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]،
ويقول تعالى: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا
يَعۡلَمُونَ} [المنافقون: 8].
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فإذا أردنا العزة بغير الله أذلنا الله»، فالواجب على المسلم أن يعتز بدينه ولا يُذَلُّ ولا يهون، والواجب على المسلم أن يترفع بدينه عن الدنايا والرذائل والأخلاق الفاسدة والصفات الهابطة، ولكن بعض المنتسبين إلى الإسلام إذا سافروا إلى الكفار صاروا عارًا على الإسلام بأخلاقهم وتصرفاتهم القبيحة؛ يمارسون أقبح الفحش والإجرام، ولا يتورعون عن الحرام؛ يعاقرون الخمور، ويغشون مجالس اللهو والفجور، ويظهرون نساءهم بأقبح مظاهر العري والسفور، فيشوهون الإسلام عند من لا يعرف الإسلام، وهم في الحقيقة إنما يمثلون أنفسهم الحقيرة ويظهرون ما تكنه قلوبهم من مرضٍ ونفاقٍ، والإسلام بريء منهم ومن تصرفاتهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد