وقال النبي صلى الله
عليه وسلم: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ
تَضِلُّوا بَعْدِي أَبَدًا كِتَابُ اللَّهِ، وَسُنَّتِي» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدى هُدى
مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]) وقال صلى الله عليه
وسلم: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا
بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3]).
عباد الله: في هذه النصوص من
الكتاب والسنة الأمر باتباع الكتاب والسنة والنهي عن الابتداع والمبتدعين. والبدعة:
عبارةٌ عن كل ما أُحدِث في الدين، وهو ليس منه، بأن لا يكون عليه دليلٌ من كتاب
الله ولا من سنة رسوله أو خلفائه الراشدين، أما ما أُحدِث من العادات والأعمال
الدنيوية المباحة كالمخترعات الحديثة على اختلاف أنواعها، فهذه مباحةٌ لأن الأصل
في العادات والمنافع الحل، إلا ما ترتب عليه ضررٌ أو استُخدِم في محرمٍ..
· والبدع في الدين على قسمين:
الأول: بدعةٌ قوليةٌ
اعتقاديةٌ كمقالات الجهمية والمعتزلة والرافضة وسائر الفرق الضالة في العقائد.
الثاني: بدعةٌ عمليةٌ كالتعبد لله بعبادةٍ لم يشرعها، وهذا محرمٌ، لأن الأصل في العبادات التوقيف، والاقتصار على ما شرعه الله ورسوله.
([1]) أخرجه: الدارقطني رقم (149)، والبيهقي رقم (20124).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد