ومن ذلك إحسان الولد
المسلم إلى والديه الكافرين قال تعالى: ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا
عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ
ٱلۡمَصِيرُ ١٤ وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ
أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا
فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ
مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ
١٥﴾ [لقمان: 14، 15].
كما أنه يجب علينا
مع بغض الكفار وعدم موالاتهم أن ندعوهم إلى الله وننصحهم بالدخول في الإسلام، لعل
الله يهديهم ونكون سببًا في ذلك ولنا مثل أجر من اهتدى منهم، وهكذا يجب علينا أن
نفرق بين هذه الأمور وبين المحبة والموالاة، كما يجب علينا أن نعلم أن الله سبحانه
وتعالى مع أمره لنا بمعاداة اليهود والنصارى، فقد أباح لنا التزوج من نسائهم
المحصنات، والأكل من ذبائحهم المذكاة بالذكاة الشرعية، وأن نأخذ الجزية منهم إذا
أعطوها وهم صاغرون، ونتركهم على دينهم.
كل هذه تعاملاتٌ مع
الكفار قد شرعها الله سبحانه مع ما شرعه من معاداتهم وعدم موالاتهم، لأن التعامل
الظاهري الذي فيه مصلحةٌ للمسلمين لا يتعارض مع وجوب بغضهم وبغض ما هم عليه من
الكفر والضلال، كما أن بغضنا لهم وعدم موالاتهم لا يمنع من استئجارهم للقيام ببعض
الأعمال التي يحسنونها ونحن بحاجةٍ إليها، كل ذلك من التعامل الدنيوي لا التعامل
القلبي، فلننتبه لهذه الأحكام المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله، فإن خير الحديث
كتاب الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
*****
الصفحة 2 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد