المشاريع الضارة كدور اللهو، والسينما، ومحلات
التصوير، أو المؤسسات الصحفية التي تصدر الصحف والمجلات الخليعة التي تنشر الصور
العارية، والأفكار المسمومة، والمقالات المضللة، يناله من شرها وإثمها ما بقيت هذه
المؤسسات تنشر شرها وتبث سمومها، طال زمنها أو قصر.
والذي يربي أولاده
تربية سيئةً يناله من إثمهم ما عاشوا على الضلال والانحراف ومارسوا الإثم والفسوق
والعصيان، لأنه هو الذي عودهم على ذلك ونشأهم عليه، أو أهملهم صغارًا حتى ضاعوا
كبارًا، ولذلك ترون كثيرًا من الأولاد المنحرفين إذا آذوا أحدًا دعا عليهم وعلى
آبائهم الذين ربوهم على ذلك.
فاتقوا الله -عباد
الله- وكونوا قدوة في الخير، ولا تكونوا قدوة في الشر والذي يؤسس البنوك والمؤسسات
الربوية لتكون مصادر أوبئة اقتصادية تمتص دماء الشعوب، وتدمر المجتمعات، وتحارب
الله ورسوله، لا شك أنه ينال مؤسسها الأول أوفر نصيب من إثمها، كما أن ابن آدم
الأول الذي قتل أخاه ظلمًا وعدوانًا يناله نصيب من إثم كل نفس قُتِلَت بعده ظلمًا
وعدوانًا، لأنه أول من سَنَّ القتل.
نسأل الله أن يجعلنا
قادةً وقدوةً في الخير، ولا يجعلنا قادةً وقدوةً في الشر.
ثم اعلموا -عباد الله- أن خير الحديث كتاب الله... إلخ.
*****
الصفحة 2 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد