×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

بسبب أن أحد الحليين أحسن من الآخر نوعًا أو صنعةً، ومن أراد أن يبيع حليًا رديء النوع أو الصنع بحلي من جنسه أحسن منه، فالطريق الصحيح أن يبيع الحلي الذي لا يرغبه بدراهم أو غيرها ويقبض الثمن، ثم يشتري به النوع الذي يريده من الحلي الجيد، أما إذا باع الحلي بغير جنسه كأن باع حلي ذهب بحلي فضة أو بدراهم فضة أو دراهم ورقية، فلا بأس بالزيادة، لكن بشرط التقابض في المجلس.

وبعض الناس يقع في هذا المحذور بحيث يشتري الحلي من الذهب أو الفضة بدراهم ولا يسدد القيمة في المجلس أو لا يسددها كاملةً، وإنما يسددها أو يسدد بقيمتها متأخرًا، وهذا ربا صريح، وكذا لا يجوز بيع النوع الجيد من التمر أو البر وغيرهما من الأصناف الربوية بنوع رديء من جنسه أكثر منه، كأن يبيع الصاع من الجيد بصاعين من الرديء، فإن هذا هو الربا، والطريق الصحيح أن يبيع الرديء بدراهم، ثم يشتري بالدراهم من النوع الجيد.

فاتقوا الله -عباد الله- واحذروا التعامل بالربا بجميع أنواعه، فإن خطره عظيم وعاقبته وخيمة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢  وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣ [الطلاق: 2- 3].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

*****


الشرح