فليتأمل العاقل
الناصح لنفسه هذا الحديث، وليعلم أي شيءٍ حصل له من هذا الوقت الذي بقي في الدنيا
بأسرها؛ ليعلم أنه في غرورٍ وأضغاث أحلامٍ، وأنه قد باع سعادة الأبد والنعيم
المقيم بحظِّ بخسٍ خسيسٍ لا يساوي شيئًا، ولو طلب الله تعالى والدار الآخرة لأعطاه
ذلك الحظَّ هنيئًا موفورًا، وأكمل منه؛ كما في بعض الآثار: «ابن آدم: بع الدنيا
بالآخرة تربحهما جميعًا، ولا تبع الآخرة بالدنيا تخسرهما جميعًا».
وقال بعض السلف: ابن
آدم أنت محتاجٌ إلى نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن بدأت
بنصيبك من الدنيا أضعت نصيبك من الآخرة، وكنت من نصيب الدنيا على خطرٍ، وإن بدأت
بنصيبك في الآخرة فُزتَ بنصيبك من الدنيا فانتظمه انتظامًا.
فاتقوا الله -عباد
الله- واعلموا أن الدنيا محطةٌ تنزلون فيها في سفركم إلى الآخرة لتأخذوا منها
الزاد لذلكم السفر؛ فتزودوا﴿فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [البقرة: 197].
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.. إلخ.
*****
الصفحة 2 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد