×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

نجمعهم ﴿فَلَنَأۡتِيَنَّكَ بِسِحۡرٖ مِّثۡلِهِۦ [طه: 58] زعم أن هذا سحرٌ، فجمع السحرة وتواعد الناس في يوم معينٍ واجتمعوا بحضرة فرعون وبحضرة الوزراء وبحضرة الملأ وكبار القوم فأمر موسى عليه السلام السحرة أن يلقوا ما معهم فألقوا ما معهم من الحبال والعصي المحشورة بالزئبق والحيل فصارت تتقلب كأنها حياتٌ وهو سحرٌ تخييليٌّ ﴿يُخَيَّلُ إِلَيۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ [طه: 66] فعند ذلك ألقى موسى عصاه، فصار حيةً عظيمةً التهمت كل ما ألقوه في الوادي من العصي والحبال وهمت بالحاضرين أن تلتهمهم فخافوا خوفًا شديدًا فأخذها موسى بيده فعادت عصًا كما كانت فعند ذلك شهد السحرة أن ما مع موسى آيةٌ من آيات الله، ومعجزةٌ من معجزات الأنبياء وليس هو من السحر؛ لأنهم يعرفون السحر فآمنوا بموسى وخرُّوا ساجدين لله فعند ذلك غضب فرعون وهددهم بالقتل والصلب وتقطيع الأيدي والأرجل من خلافٍ ولكنهم صبروا وتمسكوا بالإسلام وقالوا: ﴿رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ [الأعراف: 126] فنفذ عدو الله ما أراد وماتوا شهداء وعند ذلك زاد شر فرعون وقومه على بني إسرائيل وقالوا: ﴿وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوۡمَهُۥ لِيُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَنَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡ وَإِنَّا فَوۡقَهُمۡ قَٰهِرُونَ ١٢٧ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱللَّهِ وَٱصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ ٱلۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ١٢٨} [الأعراف: 127، 128] فصبروا ثم أمر الله موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر فخرج بهم ليلاً، فلما علم فرعون بخروجهم غضب غضبًا شديدًا وجمع جنوده وأتباعه خرجوا في أثرهم حانقين حاقدين فلما صار وقت الصباح، وقت الإشراف وإذا موسى وبنوا إسرائيل على حافَّة البحر وإذا 


الشرح