وأما المنافق فيرى ذنبه مثل الذباب الذي وقع على أنفه ثم طار، وهذه شروط
التوبة.
وهناك شرطٌ رابعٌ: إذا كانت المعصية بينك
وبين الناس بأن ظلمتهم في دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم فالشرط الرابع: أن تطلب
منهم المسامحة وأن ترد عليهم حقوقهم، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أُنَاسًا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَأْتُونَ بِأَعْمَالٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَيَأْتِي
وَقَدْ ظَلَمَ هَذَا، وَقَدْ ضَرَبَ هَذَا، وَقَدْ أَخَذَ مِنْ مَالَ هَذَا،
فَيَأخُذُ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ
حَسَنَاتُهُ وَلَمْ يَقْض مَا عَلَيْهِ مِنَ الْمَظَالِمِ فَإِنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْ
سَيِّئَاتِ الْمَظْلُومِينَ، وَتُطْرَحُ عَلَيْهِ فَيُطْرَحُ فِي النَّارِ» ([1]).
فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم واعلموا أن ما أصابكم وما يصيبكم وما يحل بكم إنما هو بسبب ذنوبكم وإلا فالله جل وعلا غفورٌ رحيمٌ لمن تاب وآمن. قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ﴾ [طه: 82]، فالتقصير إنما هو منَّا نحن، نحن الذي نسئ ولا نتوب أو نسيء ونزكي أنفسنا ولا نستغفر، فما حلَّ بالناس اليوم من تسلط الأعداء ومن التخويف والترويع الذي حل بالمسلمين إنما سببه المسلمون أنفسهم فلو أنهم اعتصموا بالله وتابوا إلى الله وحكموا شرع الله سبحانه وتعالى فيما بينهم لما تطاول عليهم كافرٌ بل صاروا هم يهددون الكفار كما كان في صدر هذه الأمة لما كانت مستقيمة على طاعة الله وعلى دين الله صار يخافهم أهل الأرض وقد قال صلى الله عليه وسلم: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ» ([2])، وقال: «وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2581).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد