يقينهم
بالله وما وهنوا ولا استكانوا، ثم جاؤوا في السنة الخامسة جاؤوا بالأحزاب من
القبائل يغزون رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاصروا المدينة وانضم إليهم اليهود
ونقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرح المنافقون، فأحيط
المسلمون من عدوهم من الداخل والخارج ﴿وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسۡتَكَانُواْۗ﴾ [آل عمران: 146] وما ضعف الإيمان في قلوب
المسلمين بل كانوا واثقين بالله عز وجل وإن كان الخطب قد اشتد وبلغت القلوب
الحناجر ولكن المسلمين ثابتون على إيمانهم ويقينهم ومستعدون للقتال حتى هزم الله
الأحزاب وردَّهم بغيظهم ﴿مۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا﴾ [الأحزاب: 25]، جاءت وقعة حُنَين بعد فتح مكة.
قال تعالى: ﴿لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٖ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ
أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ
ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ ٢٥ ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ
رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢٦} [التوبة: 25- 26] فصار على المسلمين فيها ضغطٌ في
أولِ الأمر، وصار على المسلمين فيها شدةٌ في أول الأمر ثم إن الله جل وعلا أعاد
لهم الكَرَّة ونصرهم على أعدائهم فانهزم الكفار وأخذ ما معهم من الأموال والنساء
والصبيان غنيمةً للمسلمين وما معهم من الأسلحة وعاد المسلمون بنصر الله عز وجل ثم
تُوُفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وما وقع بالمسلمين شدةٌ ونكبةٌ أشد
عليهم من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم صبروا وما تضعضعوا وما نقص
الإيمان في قلوبهم وعلى أثر موت الرسول صلى الله عليه وسلم ومصيبته ارتد كثيرٌ من
العرب وظنوا أن دين الإسلام سينتهي بموت الرسول صلى الله عليه وسلم فارتدوا
فقاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومن معه من الصحابة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد