حتى نصرهم الله عليهم وأذلهم وانتصر الإسلام وبقي الإسلام وثبت الإسلام
بقيادة الصديق أبي بكر رضي الله عنه، ثم انتصر المسلمون وتوالى للمسلمين النصر
وغزوا البلاد وفتحوا المشارق والمغارب وانتشر دين الله عز وجل على أيدي المجاهدين،
وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ
بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ
عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ
لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ
عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54] تحقق هذا في أبي بكرٍ وأصحابه في حروب الرِّدة -رضي الله
تعالى عنهم- ثبَّت الله بهم الإسلام وأذل بهم الشرك ثم ظهرت بعد ذلك الفرق التي
أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وانشقت على المسلمين، ظهرت الخوارج وظهرت
الشيعة وظهرت الفرق وصار الخوارج يقاتلون المسلمين ويكفِّرون المسلمين يقتلون أهل
الإيمان ويدعُون أهل الأوثان فقاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
حتى أخضعهم وخضد شوكتهم وتوالت عليهم الهزايم فكلما ظهر منهم قرنٌ قُطِع إلى أن
تقوم الساعة، ثم في آخر دولة بني العباس جاء التتار من المشرق بجيوش هائلةٍ وعتادٍ
هائلٍ فغزوا المسلمين في بغداد وأسقطوا الدولة العباسية وقتلوا الخليفة وقتلوا من
المسلمين مقتلة ذريعة فقتلوا العلماء وأخذوا الكتب ووضعوها في نهر دجلة حتى تغير
الماء من مداد الكتب يظنون بذلك أنهم قضوا على الإسلام ولكن الإسلام عزيزٌ
والإسلام باقٍ، ثم غزوا الشام ومصر وبقوا سنينَ والمسلمون يجادلونهم حتى خذلهم
الله عز وجل وانتصر الإسلام وبقي الدين ولله الحمد، ثم جاءت الحروب الصليبية على
أيدي النصارى ودارت بينهم وبين المسلمين معارك ضاريةٌ واستولوا على بيت المقدس
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد