الأعمال فقال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: «الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إِنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» ([1])، فاختصَّ الله الصيام لنفسه من بين سائر الأعمال وبيَّن سبب ذلك أن الصائم آثر طاعة الله على طاعة نفسه «إِنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي»، فلما أقر طاعة ربه على هوى نفسه فإن الله سبحانه وتعالى اختص عمله لنفسه وهو الله يتولى جزاءه بما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ومن فضائله ما ذكره في هذا الحديث أن أنفاس الصائم وإن كانت رائحتها مكروهة عن الناس لخلوِّ المعدة من الطعام والشراب فإنها عند الله أطيب من ريح المسك، هذه الرائحة المستكرهة تكون عند الله أطيب من ريح المسك لأنها ناشئةٌ عن طاعة الله عز وجل، فصارت بهذه المثابة العظيمة، ومن فضائل الصيام أن الله جعل للصائمين بابًا خاصًّا من أبواب الجنة يدخلون منه ولا يدخل منه غيرهم يقال له الريان، باب الريان يدخل منه الصائمون ولا يدخل منه غيرهم فإذا دخلوا أغلق فهذا يدل على تميز الصيام من بين سائر الأعمال في الدنيا والآخرة، ثم اعلموا -رحمكم الله- أن الصيام معناه الإمساك بنيةٍ عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس؛ لقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187]، فيكون الإفطار عند بداية الليل ونهاية النهار وذلك بغروب الشمس، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» ([2])،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1795)، ومسلم رقم (1151).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد