هذا وقت الصيام في جميع أيام رمضان المبارك ومن
لم يستطع الصوم لمرض أو لسفرٍ فإنه يفطر، رخَّص الله له أن يفطر دفعًا للحرج عنه
وأوجب عليه أن يقضي ما أفطره من أيام رمضان بصيام عدةٍ من أيامٍ أخر ليجمع بين رفع
الحرج وصيام الشهر، فالله جل وعلا خفَّف عن عباده وأمرهم بقضاء ما أفطروه ليكملوا
العدة، من أجل أن يكملوا عدة أيام رمضان.
ثم إن للصيام مفسداتٍ إذا تعاطاها الصائم بطل صيامه فيجب معرفتها، أول
المفسدات الأكل والشرب متعمدًا فمن أكل أو شرب متعمدًا وهو صائم بطل صيامه، أما من
أكل أو شرب ناسيًّا فإنه لا يبطل صيامه لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ
وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ
اللَّهُ وَسَقَاهُ» ([1]).
ومثل الأكل والشرب كل ما يدخل إلى المعدة عن طريق الفم أو غيره، كل ما يدخل إلى المعدة من الأدوية أو الأشربة فإنه يفطر الصائم إذا تعمد ذلك، وكذلك الإبر المغذَّية تفسد الصيام لأنها تقوم مقام الطعام والشراب وأما الإبر التي تؤخذ تحت الجلد أو في العضل فهذه لا تؤثر على الصيام لأنها لا تذهب إلى الجوف، وأما الإبر الوريدية التي تؤخذ في الوريد فهذه محل إشكال وينبغي للصائم أن يتجنبها وأن يؤجلها إلى الليل وإن كان لا يستطيع تأجيلها إلى الليل فإنه يأخذها ويقضي هذا اليوم احتياطيًّا وإبراء لذمته لأنها تشبه الإبر المغذية لأنها تخالط الدم وتسري في الجسم فهي تشبه الطعام والشراب وكذلك الحقن التي تؤخذ عن طريق الشرج أو عن طريق الفم الحقن الطبية إذا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6292)، ومسلم رقم (1155).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد