وهاتان الشهادتان يعلنان في الأذان والإقامة والخطب، ويعلَنان في التشهد
الأول والأخير في الصلاة والمسلم يلهج بذكر الله في كل أوقاته آناء الليل وآناء
النهار بالتهليل والتسبيح والتكبير والتحميد وشكر الله سبحانه وتعالى والثناء
عليه، وأما الصلاة، الصلوات الخمس فإنها تتكرر على المسلم خمس مراتٍ في اليوم
والليلة طوال حياته، وقد شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بنهرٍ غمرٍ يجري على باب
أحدكم يغتسل منه في اليوم والليلة خمس مراتٍ فلا يبقى من درنهِ شيءٌ فكذلك الصلوات
الخمس لا تبقي شيئًا من السيئات بل إن الله يكفِّر بها سيئات المسلم قال الله جل
وعلا: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ
طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ
ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ﴾ [هود: 114] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ
إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ
إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ»([1]).
الله جل وعلا يقول: ﴿إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا﴾ [النساء: 31] فهذه الصلوات الخمس نعمةٌ من الله على المسلم يقف بين يدي ربه في اليوم والليلة خمس مراتٍ يدعوه ويناجيه ويذكره ويسبحه ويكبره ثم ينتظر الصلاة الأخرى وهكذا من صلاةٍ إلى صلاةٍ في يومه وليلته مرتبطٌ بها، هذه نعمةٌ من الله سبحانه وتعالى تقيه من الشرور وتحميه من السيئات ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ﴾ [العنكبوت: 45] : ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ٤٦} [البقرة: 45- 46].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (233).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد