شبه الغالي في دين الله بالمسافر الذي يتعب
راحلته بالسير ويشق عليها فتموت في أثناء الطريق، فيبقى لا هو قطع الطريق ولا سلمت
له راحلته، فكذلك الغالي في دين الله ينقطع والعياذ بالله ويترك الدين فلا هو الذي
استمر على دين الله ولا هو الذي سلم له دينه ولا هو الذي وصل إلى الله عز وجل وإلى
جنته. فخاب وخسر بسبب الغلو في دين الله عز وجل، فالواجب على المسلمين أن يتبصروا
في دينهم وأن يعبدوا الله على بصيرةٍ وأن لا يتجارى بهم الهوى والشيطان إلى الغلو
الذي أهلك من كان قبلنا. نسأل الله العافية والسلامة. أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم ﴿وَأَنَّ هَٰذَا
صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ
بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 5 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد