×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

كما قال صلى الله عليه وسلم في وصفهم: «يَقْتُلُونَ أَهْل الإِْيمَانِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَْوْثَانِ» ([1])، فالخوارج على امتداد تاريخهم من أولهم إلى آخرهم ما قاتلوا المشركين وإنما يقاتلون المسلمين وسبب هذا هو الغلو في الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالواجب على المسلمين أن يتبصروا بدينهم فالعالم يبين للناس ما هو الدين الصحيح وما هو الغلو والتشدد المحقوق المذموم، والعامِّي والمتعلم يسأل أهل العلم قال تعالى: ﴿فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النحل: 43].

والغلو يحمل على آفاتٍ كثيرةٍ غير ما ذكرنا يحمل الإنسان على القنوط من رحمة الله ولا يرى أن للعاصي توبةً، فقد كان رجلٌ ممن كان قبلنا يرى أخاه على المعصية فينهاه ثم يراه مرة ثانيةً فينهاه وفي النهاية قال: والله لا يغفر الله لفلان (قَنَّط من رحمة الله عز وجل ) قال تعالى: «مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» ([2])، فهذا قنَّط من رحمة الله وقال كلمة أفسدت عليه دنياه وآخرته ولا حول ولا قوة إلا بالله، والسبب في ذلك هو الغلو.

والغلو يسبب أن الإنسان ينسلخ من الدين لأنه لا يصبر على التشدد نفسه لا يصبر على التشدد والتعب الشديد الذي ما أمر الله به فيترك العبادة في النهاية، وكم من متشددٍ زاغ وضل عن سبيل الله. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ أَرْضًا قَطَعَ وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى» ([3])،


الشرح

([1])  أخرجه: ابن أبي عاصم في « السنة » رقم (910).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2621).

([3])  أخرجه: البيهقي في « الشعب » رقم (3886).