﴿وَمَن
يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ﴾ [الحجر: 56] مهما اشتد وادلهمَّ الخطب فإن الفرج
قريب، فإن الفرج قريب وإن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرًا،
الذين من قبلنا: ﴿مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ
وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ﴾ [البقرة: 214].
إذا اشتد الأمر فالنصر قريب من الله سبحانه وتعالى فلا ييأس المسلمون من
نصر الله ولكن عليهم أن يعملوا الأسباب التي أمرهم الله باتخاذها، عليهم أن يعملوا
الأسباب وهي كثيرة التي أمرهم الله باتخاذها فإن هذا كفيل -بإذن الله- بنصرة
الإسلام والمسلمين، فالابتلاء والامتحان ليس جديدًا وكيد الكفار للمسلمين ليس
جديدًا وإنما هذا على مدار التاريخ في كل وقت من أول رسول بعثه الله إلى أن تقوم
الساعة والكفار يكيدون لدين الله ﴿يُرِيدُونَ
لِيُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ
كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [الصف: 8] أعوذ بالله من الشطيان الرجيم ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ
إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ
إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ
سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ
وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 40].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر
الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع
المسلمين من كل ذنب
فاستغفروه إنه الغفور الرحيم.
***
الصفحة 6 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد