لم يستطيعوا الهجرة إلى المدينة دعا ربه، دعا للمستضعفين في مكة، دعا لهم بالفرج ودعا على الكفار وقنت شهرًا يقنت في صلاة الفجر ويدعو على الكفار ويدعو للمستضعفين من المسلمين، فالدعاء له باب عظيم عند الله والدعاء هو العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فعلى المسلمين مع ما يعدون من الأسباب عليهم أن يجتهدوا في الدعاء أن يلحوا على الله بالدعاء جماعات وفرادى يدعون الله بنصرة الإسلام والمسلمين وإذلال الكفار وإذلال الكفر والكافرين والله قريب مجيب، ويتحرون أوقات الإجابة في السجود قال صلى الله عليه وسلم: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا مِنَ الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» ([1]). وكذلك بالأسحار في آخر الليل: «فَإِنَّ اللهَ جل وعلا يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآْخِرُ فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيهِ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيب لَهُ؟، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرُ لَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» ([2])، فرصة لكل مسلم، المسلم يدعو لنفسه، ويدعو للإسلام، ويدعو للمسلمين والله جل وعلا قريب مجيب، كذلك في يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلم يدعو الله إلا أعطاه الله ما يطلب وهي في يوم الجمعة فعلى المسلم أن يجتهد في الدعاء في يوم الجمعة لا سيما في آخر النهار ومن دخول الإمام بالخطبة إلى أن تنتهي الصلاة هذا أحرى ما يكون لإجابة الدعاء والمسلمون اليوم بحاجة إلى الدعاء والإلحاح على الله سبحانه وتعالى، فعلى المسلمين أن ينظروا في واقعهم ولا ييأسوا من رحمة الله عز وجل ﴿إِنَّهُۥ لَا يَاْيَۡٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [يوسف: 87]
([1]) أخرجه: مسلم رقم (479).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد